mardi 19 juillet 2011

الفلسفة الموضوع الأول :السؤال الفلسفي ، لجميع الشعب العلمية

الموضوع الأول

إن كلمة الحرية هي من أكثر الكلمات غموضا والتباساً فالشعوب تكافح من أجل حريتها والأفراد لا يتحملون أي حجز على حريتهم الشخصية ومما لاشك فيه أن الحرية هي من أقدم المشكلات الفلسفية وأعقدها فقد واجهت الباحثين من قديم الزمان وما زالت تواجههم إلى يومنا هذا فهي من أكثر المبادئ الفلسفية اتصالاً بنا بعد الطبيعة فضلاً عن صلتها بالأخلاق والسياسة والاجتماع وقد تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا المبحث فمنذ وعي الإنسان لنفسه سعى إلى تحقيق حريته بشتى الوسائل.

والسؤال الماتل بين ناضرينا يتأطر داخل مجال مجزوءة الأخلاق ، ويندرج ضمن مفهوم الحرية ،وتحديدا بين المحور المتعلق بالحرية والقانون ، من هنا تنبع الإشكاليات الفلسفية الآتية :
*ماهي الحرية ؟
*كيف يمكن الحد من الحرية المطلقة؟
*وما دور القانون في توفير الحرية و ترشيد إستعمالها ؟
*هل يعتبر القانون مساعدا على تحقيق الحرية أم عائقا أمام وجودها ؟
*وهل هناك وجود للحرية في ضل غياب قانون يدافع عنها ؟


للإجابة عن هذا الإشكال الذي ينطوي عليه السؤال المطروح للتحليلوالنقاش يقتضي الأمر الحسم مع  المفاهيم المؤتتة لبنية السؤال إذ نلاحظ أنه ابتدأ  بأداة استفهام "هل" , و هو أداة يطلب به التصديق أي الجواب بنعم أولا أو بهما معا كما  يتضمن بناء السؤال مفهوم مركزي »  الحرية  « التي يقصد بها إستقلالية الذات فكريا و سلوكيا ، وعدم خضوعها لإكراهات خارجية. أيضا تم إستخدام كلمة "قوانين" وهي مجموع القواعد الإلزامية التي تفرضها سلطة ل ها سيادة بهدف تدبير العلاقات بين الناس  داخل مجتمعنا ،أما كلمة "تتنافى" فتعني تتعارض و تتعاكس.
 من خلال هدا  التحديد الأولي للمفاهيم المكونة لبنية السؤال  تتحدد الأطروحة المتضمنة في هدا السؤال ، والتي تتلخص في كون أن الحرية لا تتنافى مع القوانين ، فهده القوانين تلعب دورا أساسيا في توفير هده الحرية وترشيد إستعمالها ،فلا وجود لحرية في غياب قوانين تدافع عنها ،أيضا نجد أن هناك أطروحة أخرى تتنافى مع الأطروحة الأولى ، والتي، مفادها بأن الحرية تتنافى مع القوانين ،فهده القوانين تؤدي إلى فقدان الشخص لحريته ،فإدا ما لم يرضخ هدا الفرد لهده القوانين فسيتعرض للعقاب  وبالتالي يفقد حريته المطلقة.
إدا كان هدا عما تضمنه السؤل الفلسفي من أطروحات فلسفية ،فمادا إدن عن المواقف الأخرى.
لعل من بمين المواقف التي قاربت هدا الموضوع ، نجد موقف طوماس هوبز ، فهدا الأخير لا يعول كثيرا على القانون، فهو يعتقد أن كينونة الحرية في الإنسان هي الدافع الأساسي لإعمال حريته وليس القانون، مضيفا أنه إذا لم يكن الإنسان حرا بحق وحقيقة، فليس هناك موضع للإدعاء بأن هذا الإنسان يمكنه أن يحظى بالحرية فقط عندما يكون تحت نظام قانوني معين... إذ تبقى الحرية عند هوبز نصا يمتلك معنى واسعا، ولكنه مشروط بعدم وجود موانع لإحراز ما يرغب فيه الإنسان، فالإرادة أو الرغبة لوحدها لا تكفي لإطلاق معنى الحرية. وهوبز كغيره من رواد الفكر السياسي الغربي، يؤمن بأن حرية الإنسان تنتهي عند حرية الآخرين، فقد رفض الحرية الزائدة غير المقيدة، إذ أكد بأن الحرية ليست الحرية الحقيقية لأنها خارجة عن السيطرة، بالأحرى سيكون الإنسان مستعبدا من خلال سيادة حالة من الخوف المطرد المستمر. وهكذا ستتعرض المصالح الشخصية الخاصة وحتى الحياة نفسها للرعب والذعر، من قبل الآخرين أثناء إعمالهم لحرياتهم. فالحرية المطلقة تقود إلى فقدان مطلق للحرية الحقيقية.
وفي نفس الاتجاه يذهب مونتسكيو حيث يرى أن الحرية تنطوي على العديد من المعاني والدلالات ،وتقترن بأشكال مختلفة من الممارسات السياسية .فالحرية في نظره ليست هي الإرادة المطلقة ، وإنما الحق في فعل يخوله القانون دون المساس بحرية الآخرين.
غير أن أردنت ربطت الحرية بالحياة اليومية وبالمجال السياسي العمومي ذلك أن اعتبار الحرية حقا يشترك فيه جميع الناس، يفترض توفر نظام سياسي وقوانين ينظمان هذه الحرية، ويحددان مجال تعايش الحريات. أما الحديث عن حرية داخلية(ذاتية)، فهو حديث ملتبس وغير واضح. إن الحرية، حسب أرندت، مجالها الحقيقي والوحيد هو المجال السياسي، لما يوفره من إمكانات الفعل والكلام، والحرية بطبعها لا تمارس بشكل فعلي وملموس، إلا عندما يحتك الفرد بالآخرين، إن على مستوى التنقل أو التعبير أو غيرها، فتلك هي إذن الحرية الحقيقية والفعلية في اعتقادها.

يتضح لنا جليا من خلال ما سبق أن مفهوم الحرية مفهوم فلسفي ملتبس و معقد، فكلما إعتقدنا أننا أحطنا بها إنفلتت منا فقد تعددت  النضريات من فلسفة لأخرى بل من فيلسوف لآخر، وهناك من يعتقد أن كينونة الحرية في الإنسان هي الدافع الأساسي لإعمال حريته وليس القانون(هوبز)، وهناك من رأى أنها تنطوي على العديد من المعاني والدلالات (مونتيسكو)،وهناك كذلك من ربطها بالحيات اليومية ، ولم يعزلها عن حياته السياسية كما دهبت إليه (أريندت)، ونخلص بالتالي إلى أن الحرية هي دلك الملتقى المشترك بين جميع المستويات والخطابات.

http://sufnlive.website.org

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire